الجمعة، 6 يوليو 2012


الخلاط لسه شغال




«خلاط المرحلة الانتقالية» لم ينته، لسه شغال، خلاط كبير بحجم مصر، تحركه قوتان، العسكر والإخوان، خلاط بدأت تتضح معالمه منذ استفتاء 19 مارس، خلاط من نوع خاص، 2 موتور، موتور إخوانى وموتور عسكرى.. سرعة الخلاط كانت متنوعة فى العام والنصف المنصرم - المنصرم هنا «من الصرمة» - تهدأ أحيانا وتسرع أحيانا أخرى تبعا للأحداث والصدمات الدستورية والدموية - القوى الثورية التى كانت طليعة الثورة والشعب المطحون الذى يريد حياة كريمة وآمنة كلهم مفعول بهم داخل الخلاط. اتجاه دوران الخلاط مرة فى اتجاه ومرة أخرى فى اتجاه معاكس، تبعا لتوازن القوى بين العسكر والإخوان، وفى أحيان كثيرة يدور الخلاط فى اتجاه واحد حين يتفقون وكثيرا ما يتفقون وقليلا ما يختلفون، المهم الخلاط يفضل شغال، الشعب والقوى الثورية لازم تفضل دايخة ويتلعب بيها.
العسكر دافع وحافظ وتمسك بوجود شفيق حتى يصل إلى «الجراند فينال»، الجميع يعلم أن الماكينة الانتخابية للإخوان تستطيع أن تصل بأى شخص إلى جولة الإعادة، ولا أستطيع أن أردد مقولة صبحى صالح الخاصة بـ«الكلب الميت»، وبالتالى منطقى ومعلوم وصول مرسى إلى جولة الإعادة، وجود شفيق فى الإعادة كان الضمانة الوحيدة لفوز مرسى، أى مرشح آخر مدنى كان سيصعب مهمة الإخوان بشدة وهم يعلمون ذلك جيدا. حزب «اعصر على نفسك لمونة» أبلى بلاء حسنا للخلاص من شفيق، يستحق شكراً خاصاً من جماعة الإخوان. أنباء مريبة عن فوز شفيق قبل ساعات تم تسريبها ثم مستندات غريبة بعدها تعلن فوز شفيق. شفيق سافر بعد تحريك بعض البلاغات فجأة ولم يعد.. هل سيعود؟ الله أعلم. هل البلاغات إنذار لشفيق بعدم الإفصاح عن أسرار ما وراء كواليس الأيام الأخيرة؟!! الله أعلم!!.
انتخابات نزيهة شكلا واقتراعا، وغير عادلة ولا نزيهة مناخا وأجواء، رائحة تربيطات وصفقات وأحكام دستورية فى توقيتات مريبة، وكله فى الخلاط مش لاحق يفهم ويحلل ويفسر. إعلان دستورى مكمل، وحل مجلس الشعب قبل الانتخابات بيومين؟!!، الإخوان ينزلون إلى الميادين، الشرعية أصبحت للميدان بعد أن تم اتهام الميدان بمعاداة شرعية البرلمان الموقر، الإخوان يهتفون «يسقط حكم العسكر».. يا حلاوة.. من إمتى؟ الإخوان الذين تقمصوا سابقا هتاف «أبناء مبارك»: «اللى يحب مصر ما يخربش مصر»، وقت مسيرة مجلس الشعب لرفض انتخابات ودستور تحت حكم العسكر، خطاب ظاهره ثورى من مرسى فى التحرير، وخطاب ترضية للعسكر فى الهايكستب.. جينات إخوانية واضحة، تكريم للمجلس العسكرى مكافأة له على إدارته المرحلة الانتقالية! الدم بقى صلصة.. أتخيل ست البنات تبكى فى بيتها على تكريم من ضربها بالحذاء فى صدرها وقام بتعريتها، سميرة وأخواتها فى حالة صدمة بعد قرار تكريم الرئيس «الثورى» لمن أصدروا الأوامر بكشف العذرية واعترفوا بذلك ثم أنكروا بـ«مروءة»!
المستشار الغريانى، قاضى القضاة، قبل انتهاء مدته يترأس لجنة تأسيسية مخالفة لحكم القضاء، اللجنة فى سباق مع الزمن لسلق دستور قبل 4 سبتمبر! ماذا لو حكمت المحكمة ببطلان تشكيل اللجنة؟ هل يصبح الدستور باطلا؟ ما بنى على باطل فهو باطل مرسى لم يتحرك فى اتجاه تعيين الحكومة إلى الآن.. هل ينتظر حكم 9 يوليو بخصوص مجلس الشعب بأوامر من الجماعة ولسان حالها يقول: «خلينا نعرف الحكم أولا»، وراسنا من رجلينا لكى نحدد نصيبنا من التورتة التشريعية والتنفيذية»، حد فاهم حاجة؟ هى الثورة راحت فين؟!

0 التعليقات:

إرسال تعليق