الجمعة، 6 يوليو 2012


سياسيون يحذرون: استحواذ الإخوان على 50% من الحكومة الجديدة تكرار لسياسات «الوطنى»



اختلف سياسيون حول اتجاه الرئيس محمد مرسى لتشكيل حكومة نصفها من جماعة الإخوان، بعد إعلان قيادات فى حزب الحرية والعدالة أن نسبتهم فى الحكومة الجديدة ستكون 50%، ففيما اعتبر البعض أن ذلك عودة لممارسات الحزب الوطنى المنحل، وسياسات النظام السابق، وتراجع عن الوعود التى سبق أن قدموها، رأى آخرون أن الإخوان لهم قواعد ووجود حقيقى، لكن عليهم ألا يشاركوا فى تشكيل الحكومة بأكثر من تلك النسبة.
وقال الدكتور عماد جاد، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تصريحات جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، تختلف وفقاً للمواقف والظروف التى يمرون بها، ومنها تصريح للدكتور محمد مرسى نفسه الذى أعلن استقالته من الحزب، ثم عاد مرة أخرى ليقول إنه استقال من رئاسة الحزب لكن عضويته مستمرة، وفيما يخص الحكومة قالوا إن نسبة الإخوان فيها لن تتجاوز الـ30%، ثم تراجعوا ورفعوها إلى 50%، وهو ما يتنافى مع فكرة تشكيل حكومة تضم الخبرات والكفاءات.
ورأى جاد أن تمسك الإخوان بأن يشكلوا نصف الحكومة يعيدنا إلى حكومات النظام السابق، التى كان الحزب الوطنى فى بداية حكم مبارك يشكل جزءاً منها، ومع الوقت زادت مشاركته ليشكل غالبية الحكومة فيما بعد، وأصبح معظم الوزراء من أعضاء الوطنى المنحل، وإذا ضمت وزراء مستقلين فإنهم كانوا يوقعون استمارة عضوية فى الحزب فور الانضمام إلى الحكومة، وهو ما يتكرر الآن ويحدث من قبل الجماعة التى ستضم الحكومة 50% من أعضائها، وسترتفع النسبة فى الحكومات المتتالية، لتسيطر على غالبية الحقائب الوزارية.
وأوضح جاد أن هناك من 40 إلى 70 من صحفيى المؤسسات القومية من القيادات المتوسطة وقعوا استمارات عضوية للانضمام لحزب الحرية والعدالة، وهو ما يشير إلى تكرار سيناريو الحزب الوطنى، الذى لم يكن فى بدايته مسيطراً أو ديكتاتورياً كما تحول فى السنوات الأخيرة، والرئيس السابق أكد فى خطابه عام 1981 أن الكفن ليس له جيوب. وشدد جاد على أن الإخوان بدأوا سريعا فى التحول نحو سياسات النظام السابق، حسب قوله.
من جانبه، رأى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الإخوان قد يشبهون الحزب الوطنى المنحل من حيث الشكل فقط بعيداً عن المضمون، فالجماعة، حسب قوله، مختلفة عن الحزب المنحل فى أنها أكثر تنظيماً ولها قيادات وقواعد وعضويات حقيقية، وليست وهمية كما كان حال «الوطنى»، فالجماعة ستستكمل مسيرتها، مثلاً إذا غاب عنها مرسى أو أى من قياداتها، ولن تتأثر، بينما الحزب الوطنى بدون مبارك لا وجود له.
وأكد ربيع أن الحكومة ستصبح غير منطقية أو غير مقبولة إذا زادت نسبة تمثيل الإخوان فيها عن 50%، وإذا أرادوا حكومة متوازنة حقاً، فعليهم ألا يتجاوزوا هذه النسبة، حتى لا يجرى اتهامهم بالاحتكار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق