الأربعاء، 6 يونيو 2012


تهديد الإعلاميين والصحفيين طلقة فشنك فى الهواء
بقلم: وجدى زين الدين
تهديد الإعلاميين بتصفيتهم جسدياً.. هل هى شبح الإرهاب يطل برأسه من جديد على مصر؟!!.. هل هى هجمة شرسة على حرية الإعلام والصحافة لمنعها من أداء عملها؟!.. هل هذا رد فعل من جماعة إرهابية ترفض حرية الصحافة والإعلام وتكميم الأفواه؟!.. وهل يجوز ذلك بعد ثورة 25 يناير العظيمة؟!.. وهل التصرفات الغاشمة تجاه حرية الرأى التى كان النظام السابق يفتعلها ويساعد على ترويجها، تعود من جديد؟!!..

المنظمة التى أطلقت على نفسها «الجهاد لتطهير البلاد» وقامت بتهديد الزملاء العاملين فى قناة «أون تى فى» بتصفيتهم جسدياً، هل المقصود هؤلاء بعينهم أم أنها موجة تطرف جديدة، لم تشهدها البلاد منذ الزمن البائد، تفتك بحرية الصحافة والإعلام بصفة عامة؟!.. أشد ما أخشاه أن تكون هذه التهديدات التى تلقاها الزملاء يسرى فودة وريم ماجد ويوسف الحسينى، بداية لموجة فاشية تنتهى بتقييد الحريات العامة سواء للعاملين فى الصحافة أو الإعلام، ولذلك يجب ألا تمر هذه التهديدات مرور الكرام، دون إمعان النظر فيها، ودون تمحيص أو تدقيق وتحقيق.
الثورة شعارها الرئيسى «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» والحرية هنا للناس جميعاً بصفة عامة ووسائل الإعلام والصحافة بصفة خاصة، والتهديدات التى تلقتها قناة «أون، تى. فى»، تعنى أن الثورة المضادة بدأت تأخذ وسائل النظام السابق البائد فى إعلان الحرب على الإعلاميين والصحفيين لتكميم أفواههم وإخراس ألسنتهم، ومنعهم من نقل الحقائق.. والعملية تبدأ بتهديدات التصفية الجسدية، وتنتهى بوأد حرية الرأي والتعبير.. والذين يتصورون ذلك واهمون ومخطئون أعمتهم بصيرتهم عن الحق، فراحوا يطلقون تهديداتهم السخيفة وكأنهم بذلك يتصورون أن الصحفيين سيتراجعون عن مواقفهم،أو أن هذه التهديدات ستقلل من عزيمتهم، أو تثنيهم عن أداء دورهم..
آخر ما كان المرء يتوقع أن تعود موجات الإرهاب الفكرى بعد الثورة أولاً لأن النظام البائد هو من كان وراء هذه الأفكار المتطرفة وكان يتخذها فزاعة ضد المصريين.. بل إن النظام نفسه كان يقوم بتدبير أفعال إرهابية وينسبها إلى أبرياء، وحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية خير دليل على ذلك، فقد تم الحادث بتدبير من وزير الداخلية حبيب العادلى فى زمن المخلوع طبقاً لما ورد فى تحقيقات النيابة العامة. وتكررت المشاهد الإرهابية الى افتعلها النظام بهدف قتل حرية الرأى والتعبير، وإلقاء المعارضين فى السجون والمعتقلات.
وثانياً: فإن الثورة من مبادئها الرئيسية الحرية، وهذا مدعاة للتعجب إذ كيف يكون هذا هو من أهداف الثورة، وتتكرر مرة أخرى فزاعة الإرهاب الفكرى؟!.. اللهم إلا إذا كان هذا وارداً من يناهضون الثورة أو ما يطلق عليهم أنصار الثورة المضادة.. وعلى كل حال فإن هؤلاء بأفعالهم النكراء يتصرفون كمن يطلب المستحيل، فلن يكسر قلم حر ولن يمنع رأى ولن تلين قناة حرة، ولن يتأثر إعلامى بكل هذه الخزعبلات التى لا تجدى ولا تنفع... الثورة كرست مفهوم الحرية والديمقراطية ولن يتراجع الناس أبداً عن ذلك..
أما مثار الدهشة الثالث فهو أن الذى يطلق التهديدات يبدو أنه ليس مصرياً أو من أنصار الخفافيش أو من أهل الكهوف أو جحور الجرذان، الذى لا يعلم أن مصر باتت على مشارف أن تكون دولة مدنية ديمقراطية حديثة.. وأول مدنية هذه الدولة هو الإعلام الحر والصحافة الحرة.. وكل التهديدات التى تطلق بهدف بث الإرهاب الفكرى إنما هى بمثابة «طلقة فشنك فى الهواء» لا تحدث دوياً ولا تؤثر أو تصيب بمكروه.. فزمن الإرهاب الفكرى ولى إلى غير رجعة وزمن وأد الحريات لن يعود. وزمن إخراس الصحفيين والإعلاميين بات سراباً.
مصر لن تعود إلى الفاشية أو إلى الوراء مرة أخرى، والصحفيون والإعلاميون يفضلون الموت على أن تقيد حريتهم وتمنع آراؤهم وأفكارهم والشعب المصرى تخلص تماماً من العسكري الذى عشش فى صدره منذ 1952.. وسحقاً للفاشيين وأنصارهم وأفكارهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق